Admin مدير المنتدى
عدد الرسائل : 165 : تاريخ التسجيل : 16/07/2008
| موضوع: معنى الشهادتين الجمعة يوليو 18, 2008 12:17 am | |
| بســم الله الـرحمــن الرحيــم
السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،
قال الله تعالى: اليومَ أكملتُ لكم دينَكم وأتممتُ عليكم نعمتي ورضيتُ لكم الإسلامَ دينا . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أُمرت أن أقاتل الناسَ حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله . يجب وجوبا محتَّما على كافة المكلفين أي جميعهم الدخول في دين الإسلام وهو شهادة :
أنْ لا إله إلا الله وأنَّ محمدا رسول الله
والأقرار بما جاء به من عند الله ، والثبوت أي الملازمة فيه على الدوام أي بلا إنقطاع إلى الموت على الإسلام بدليل الآية : واعبُدْ ربَّك حتى يأتيَك اليقين اليقين يعني الموت ، قال الله تعالى : يا أيها الذين آمنوا إتقوا الله حقَّ تقاتِه ولا تموتُنَّ إلاَّ وأنتم مسلمون .
وقال سيدنا علي رضي الله عنه : تمام النعمة الموت على الإسلام .
ويجب إلتزام أي قبول ما لزم عليه أي شيء ثبت عليه ، كافة المكلفين لزم عليهم من الأحكام ، وهي ما بيَّنه الله تعالى لنا على لسان نبيِّه مما يتعلَّق بأفعال المكلفين وهو الواجب والسنة والمباح والمكروه والحرام . فمما يجب عِلمُه ومَعرفتُه واعتقادُه بالقلب مطلقا والنطق به باللسان في الحال إن كان الناطق كافرا أصليا أو مرتدا وإلا ففي الصلاة إن كان مسلما الشهادتان :
أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إلاَّ الله وأَشْهَدُ أَنَّ محمداً رسولُ الله فمجرد العلم لا يكفي بدليل هذا الحديث الشريف : ما مِنْ يهو ديٍّ أو نصرانيٍّ يسمع بي ثم لا يؤمن بي وبما جِئتُ به إلاَّ كان مِنْ أصحابِ النار .
قال العلماء : أقلُّ مسمَّى الإيمان التصديق القلبيّ بمعنى الشهادتين وأقلُّ مسمَّى الإسلام النطق بالشهادتين بقول أشهد أنْ لا إله إلا الله وأشهد أنَّ محمداً رسولُ الله . فالعلم والإعتقاد والنطق بالشهادتين السبيل الوحيد للدخول في دين الإسلام . قال الإمام أبي حنيفة في هذا الموضوع الإسلام والإيمان متلازمان كالظهر مع البطن .
معنى أشهد أن لا إله إلا الله :
أن تعلم وتعتقد وتؤمن وتصدق ، بأن يقول قلبك رضيت أن لا معبود بحق أي بمطابق للواقع لا يجوز إنكاره ، ثابت ، إلا الله الواحد الأحد الذي لا يتجزأ ولا ينقسم فهو واحد في ذاته وصفاته وأفعاله ولا يحل في محل ، هو الأو ل الذي لا ابتداء لوجوده ، القديم الذي لا يكون وجوده من غيره ، الحي القيوم الذي يقوم بنفسه ويستغني عن غيره ويقوم به غيرُه فلا يتعلق قوامه بشيء ويتعلق به قوام كل شيء ، الباقي الذي لا يزول بعد فناء الخلق ، الدائم الذي لا تغيره الأو قات ، الخالق مُوجِد المخلوقات التي هي الأكوان من العدم إلى الوجود ، هو الرازق القاسم لكل حي إلى أن يموت ما يقوم باطنه وظاهره من اليقين والمعارف والمسكن والملبس والقوت وغير ذلك ، العالِم الذي عِلْمُه غير مستفاد ومعلوماته ما لها من نفاد ، القدير الذي لم يمتنع عليه جليل ولا حقير ، الفعَّال لما يريد الذي لا يُعجزه شيء يريده ولا يمتنع منه شيء طلبه ، ما شاء الله وجوده كان ، وُجد، وما لم يشأ وجوده لم يكن أي لم يوجد ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم أي لا قدرة ولا استطاعة ولا حركة إلا بالله الرفيع الشأن الجليل الكبير ، الله موصوف بكل كمال لا يعلمه إلا هو كالحلم والجود وغير ذلك وكصفات المعاني وهي القدرة والإرادة والعلم والحياة والسمع والبصر والكلام ، منزَّه أي مبرَّأ مباعَد عن كل نقص وهو الرذيلة كالعمى والصمم وكل ما خطر بالبال من صفات المخلوقات ، فكل ما يخطر في بالك فالله بخلاف ذلك ، ليس كمثله شيء ، الله لا يشبه أي مخلوق ممكن سواء كان موجودا أو معدوما ، وهو السميع للأصوات والذوات بلا أذن ،البصير لذلك بلا عين، فهو القديم الذي لا أو ل له فلم يخلق نفسه ولا خلقه غيره ، وما سواه حادث موجود بعد عدم ، وهو الخالق لجميع الكائنات وما سواه مخلوق له تعالى ، وكلامه قديم لا أو ل له وحقيقته لا تعرف لنا كسائر صفاته ، سبحانه وتعالى ، من صفات المعاني فإنها قديمة ، ولا تُعرف حقائقها لأنه سبحانه تبارك وتعالى مباين ومخالف لجميع المخلوقات في الذات والصفات والأفعال.
فان قلت قد صح انه صلى الله عليه وسلم قال: أنَّ الله خلق آدم على صورته ، مع أن الصورة تقتضي الحدوث أجيب عنه بأن مراد الصورة المعنوية على معنى أن الله تعالى أعطى العبد أوصافا وأُطلقت عليه كما أُطلقت عليه تعالى تشريفا للعبد كالعالِم والحي لكنها مباينة أي لا تشبه ومغايرة لصفات البارئ تعالى في الحقيقة ، فعلِمه تعالى مثلا مخالف لعلم العبد من حيث القِدم والحدوث ، فعلمه تعالى قديم ، وعلم العبد حادث أي مخلوق ، وعلمه تعالى محيط بالجزئيات كما هو محيط بالكليات ، وعلم العبد ليس كذلك ، وعلم العبد متأخر عن المعلوم وعلمه تعالى سابق عليه . ومن هذا القبيل قوله صلى الله عليه وسلم : إن لله تسعة وتسعين إسما مائة إلا واحدة من تخلَّق بواحدة منها دخل الجنة . فإن معناه أن العبد إذا تخلَّق بما يمكنه التخلُّق منها كالكرم والعفووالصفح دخل الجنة . ومن الأجوبة عن الحديث المذكور إن الله خلق آدم على صورته أن الضمير في صورته راجع إلى المضروب وذلك أن سبب الحديث رؤيته صلى الله عليه وسلم رجلا يضرب إنسانا فنهاه وقال إن الله خلق آدم على صورته أي صورة المضروب أفاده السجاعي في الدرّة الفريدة .
سبحانه وتعالى أي ارتفع عما يقول الظالمون كاليهو د والنصارى ومشركي العرب ونحوهم علوا كبيرا أي لا يماثله علو، فإن بعض متقدمي اليهو د قالوا عُزَيْر ابن الله إذ لم يبق منهم بعد قتال بختنصر من يحفظ التوراة فلما جاءهم عزير بعد مائة سنة وقرأها عليهم مع الحفظ قالوا ذلك وعللوه بأنه لا يحفظ التوراة إلا لكونه ابنه ، وبعض النصارى قالوا المسيح ابن الله لاستحالة ولد بلا أب أو لفعله ما يفعله الإله وهو خلق الطير من الطين وإبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى ، ومشركوالعرب قالوا الملائكة بنات الله وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : قال الله تعالى كذَّبني ابن آدم ولم يكن له ذلك وشتمني ولم يكن له ذلك ، فأما تكذيبه إيّاي فزعم أن لاأقدر أن أعيده كما كان ، وأما شتمه إياي فقوله لي ولد وسبحاني أن أتخذ صاحبة وولدا . حديث قدسي .
معنى أشهد أن محمدا رسول الله:
أن تعلم وتعتقد وتصدق وتؤمن أن سيدنا ونبينا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي صلى الله عليه وسلم عبدُ الله ورسوله إلى جميع الخلق من الإنس والجن ويأجوج ومأجوج والملائكة ، وجميع الأنبياء والأمم السابقة من لدن آدم إلى يوم القيامة حتى إلى نفسه ، لأن كل نبي مبعوث إلى نفسه بشرع فإرساله إلى التي لا تعقل إرسال تشريف وأما إلى الثقلين فإرسال تكليف بالإجماع ، وأما إلى الملائكة فمختلف فيه فقيل إرساله إليهم إرسال تكليف بما يليق بهم وقيل إرسال تشريف. وُلد بمكة ، قال الباجوري : وهل كانت ولادته صلى الله عليه وسلم من الموضع المعتاد أو من تحت السرة ، ونقل عن ابن سبع أنها كانت من تحت السرة ، لا من الموضع المعتاد تنزيها له صلى الله عليه وسلم عن محل القذر وكذا غيره من جميع إخوانه من النبيين والمرسلين . انتهى . وبُعث صلى الله عليه وسلم لنا معشر هذه الأمة أمة الدعوة لا أمة الإجابة فقط ، بها في مكة ، والمراد بأمة الدعوة كل من دعاه الرسول عليه الصلاة والسلام إلى الإيمان سواء أجاب أو لا ، وبأمة الإجابة خصوص من أجاب إلى ذلك . وهاجر إلى المدينة وفارق مكة بأمر من الله تعالى ، ويقال لها طيبة سماها به سيدنا جبريل ليلة المعراج ، ويقال لها أيضا طابة لطيبها بهجرة الرسول وكانت قبل ذلك تسمى يثرب . ودفن صلى الله عليه وسلم في المدينة الشريفة . وتعتقد وتصدق أنه صلى الله عليه وسلم صادق ومحق في جميع ما أخبر به من الأحكام والأمور المغيبات ، بل جميع أقواله وإن لم تكن عن الله فيلزمنا الإيمان بذلك فمن أنكر شيئا من ذلك وكان معلوما من الدين بالضرورة كفر ، فمن ذلك أي مما أخبر به عذاب القبر وهو عذاب البرزخ أضيف إلى القبر لأنه الغالب ، وإلا فكل ميت أراد الله تعالى تعذيبه أنالَه ما أراد به قُبر أم لم يُقبر ولوصُلب ولوغَرق في بحر أو أكلته الدواب أو أُحرق حتى صار رمادا وذَرى في الريح ، ويكون للكافر والمنافق وعصاة المؤمنين ولهذه الأمة وغيرها ودليل وقوعه قوله تعالى : النار يُعرضون عليها غُدوّاً وعشيّاً . ونعيمه أي القبر ، فمن نعيمه توسيعه وجعل قنديل فيه وفتح طاقة فيه من الجنة وامتلاؤه بالريحان وجعله روضة من رياض الجنة وكل هذا محمول على حقيقته عند العلماء . وسؤال الملكين منكر ونكير والبعث والحشر والقيامة والحساب والثواب والعذاب والميزان والنار والصراط والحوض والشفاعة والجنة وهي دار الثواب بجميع أنواعها واختُلف في الجنة هل هي سبع جنات متجاوزة ، أفضلها وأو سعها الفردوس وهي أعلاها والمجاورة لا تنافي العلووفوقها عرش الرحمن ومنها تتفجر أنهار الجنة ويليها في الأفضلية جنة عدن ثم جنة الخُلد ثم جنة النعيم وجنة المأو ى ودار السلام ودار الجلال ، والجنات كلها متصلة بمقام الوسيلة ليتنعَّم جميع أهل الجنة بمشاهدته صلى الله عليه وسلم . لظهو ر الرسول لهم منها لأنها تشرف على أهل الجنة كما أن الشمس تشرق على أهل الدنيا وهذا ما ذهب إليه ابن عباس . والخلود ، الإقامة المؤبدة في الجنة لمن مات على الإسلام وإن تقدم منه كفر ، وفي النار لمن مات على الكفر وإن عاش طوال عمره على الإيمان . بدليل قوله تعالى : ومَنْ يَكْفُرُ بالإيمانِ فقد حَبُطَ عملُه . وقال تعالى : ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأو لئك يدخلون الجنة ولا يُظلمون نقيرا . وقال تعالى : ومن يرتَدِدْ منكم عن دينه فَيَمُتْ وهو كافر فأو لئك حَبُطَتْ أعمالُهم والرؤية لله تعالى في الجنة وتؤمن بملائكة الله ورسله وكتبه وبالقَدَر خيره وشره وأنه صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين ، قال عليه الصلاة والسلام : أنا سيد ولد آدم ولا فخر أي أنا سيد جميع أو لاده ولا أقول ذلك فخرا أي افتخارا بل تحدثا بالنعمة ، والمعنى ولا فخر أعظم من ذلك . | |
|